كفيفات ولكن منتجات

"النور مكانه في القلوب" هذا ما أثبتته لنا بعض الفتيات الكفيفات المقيمات في جمعية الوفاء و الأمل بالإسكندرية . كما أثبتن لنا أن الإعاقة ليست في الحواس و إنما الإعاقة إعاقة فكر , و أن أصحاب الإرادة هم من ينجحون في النهاية مهما واجهتهم من صعاب . جمعية الوفاء و الامل جمعية لرعاية البنات الكفيفات توفر لهم جميع السبل ليعيشوا حياة طبيعية كريمة مثل باقي البشر تساعدهم علي إكمال مراحلهم التعليمية وتوفر لهم أماكن للنوم و للتعلم داخل الجمعية و تحثهم علي المشاركة في الرياضات المخصصة للمكفوفين و يشاركن في بطولات عديدة ويتعلمن الكومبيوتر و القراءة و ايضا المشغولات اليدوية كما توفر لهم وسائل مواصلات مخصصة لنقلهم لأي مكان يريدونه .

تم إنشاء هذه الجمعية سنة 1990 بمنطقة محرم بك بالاسكندرية و تم إشهارها و تسجيلها في الشئون الإجتماعية " وزارة التضامن الاجتماعية " حالياً في سنة 1992 . بدأت الجمعية بممارسة نشاطها عن طريق مساعدة الكفيفات و أُسرهم و إرسال لهم مبالغ شهرية و مساعدتهم علي إكمال تعليمهم فهناك حافلة مخصصة لنقلهم للمدارس و الجامعات و ايضاً هناك مطبعة برايل خاصة لطباعة الكتب و الملازم الدراسية لهم .

ثم بعد ذلك تم انشاء دار للمغتربات الكفيفات و إستمرت في التوسع حتي أٌفتتح العديد من الورش داخل الدار لمساعدة الكفيفات على تعلم حرف مختلفة و ايضاً لتنمية مواهبهم .

فهناك ورشة لصناعة البامبو و نادي نسائي لتعليم الخياطة ولا تقتصر هذه النشاطات علي الكفيفات فقط ولكن ايضاً يقوموا بتعليم أهالي الكفيفات بعض الحرف حتي يتمكنوا من العمل و تحمل نفقات أولادهم وايضاً تعليمهم طريقة برايل حتي يتمكنوا من مساعدة أولادهم في الدراسة . و تعليم الكفيفات ايضاً الكتابة بطريقة برايل هناك من يقيمون في هذه الدار بشكل دائم و هناك من يأتون و يذهبون لأهلهم .

تقبل الجمعية الفتيات من سن 13 عام و ذلك لعدم وجود العمالة المدربة لعناية الأطفال الكفيفات فهم يحتاجون لرعاية فائقة لم تكن موجودة بالجمعية سابقاً .

لا تتوقف نشاطات الجمعية فقط علي المرحلة الدراسية و لكن ايضاً بعد إنتهاء الكفيفات من دراستهم يتم توظيفهم فهناك بعض الفتيات العاملات الآن في المصرية للإتصالات من داخل هذه الجمعية . و ايضاً تعليمهم الحرف مثل صناعة البامبو و السجاد و الاكسيسورات بالخرز و العديد من الصناعات الاخري و مساعدتهم في بيع منتجاتهم في المعارض و الحصول علي مكاسب مادية ناتجة عن ما صنعت أيديهم مما يشعرهم بالفخر بأنفسهم .

و ايضا يصرف لهم مصروفاً شهرياً لتلبية كافة مطالبهم .

و من ضمن النشاطات الموجودة بالجمعية فهناك مكتبة سمعية لمساعدتهم علي الإستماع إلى الكتب بدلاً من قرائتها و تعليمهم الكمبيوتر عن طريق برنامج " جوس " الناطق لتسهيل عملية استخدامه . و هناك ايضاً فصول تقوية يتعلموا فيها بعض اللغات مثل اللغة الإنجليزية و اللغة الفرنسية . و لكن الشئ المفاجئ و الملهم أن من يعلموهم هذه الأشياء هم ايضاً مكفوفين فهناك الأستاذ " كريم " أُستاذ الكمبيوتر رجل كفيف و لكنه يساعدهم في تعلم الكمبيوتر و يستطيع القيام بصيانة الموبايلات و أجهزة اللاب توب ايضاً .

هناك ايضاً داخل الجمعية حضانات للأطفال المبصرين و فصول تقوية لأبناء العاملين في المنطقة و ايضاً عيادات لمعالجة الأطفال المبصرين أو المكفوفين من ذوي الإحتياجات الخاصة و المصابين ببعض الأمراض مثل التوحد و الشلل الدماغي و متلازمة داون .

كل فصل مزود بالأجهزة الخاصة في علاج كل نوع من هذه الأمراض . كما يوجد دار للمسنات الكفيفات وغير الكفيفات داخل الجمعية توفر لهم سبل الرعاية و الراحة مما يعني أن نشاطات هذه الجمعية ليست مقتصرة فقط علي مساعدة الكفيفات و إنما تساعد كل من هم في حاجة إلى المساعدة .

إحدى الكفيفات المقيمات في الجمعية