علم الإشتقاق و أصل الكلام
- Bara Elkadr
- 9 مايو 2018
- 3 دقائق قراءة
"يرتبط كل أصل ثلاثي في اللغة العربية بمعني عام وضع له فيتحقق هذا المعني في كل كلمة توجد فيها الأصوات الثلاثة مرتبة حسب ترتيبها في الأصل الذي أُخذت منه هذا هو بإختصار تعريف معني الإشتقاق فهو أحد العلوم المهمة في لغتنا العربية فكل كلمة لها أصل أُشتق منها العديد من الكلمات الأخري مثل الأفعال الماضية و المضارعة وهناك كلمات أُشتقت و من أصول حتي أصبح لها معاني و دلالات مختلفة غير الكلمة الأصلية .
و ينقسم هذا العلم إلى عدة مداخل هم " الإشتقاق العام " الاصغر ", الإشتقاق الكبير, الإشتقاق الأكبر, النحت في اللغة العربية الإشتراك اللفظي التضاد الدخيل وبالرغم من أهمية هذا العلم إلا أننا لا نعرف الكثير عنه و لا ندري كيف تكونت هذه الكلمات و كيف وصلت لغتنا العربية إلى ما أصبحت عليه الآن .
و لمعرفة المزيد عن هذا النوع من العلوم المهمشة تحدثنا مع الأستاذ الدكتور " سالم سليمان " رئيس اللغة العربية بكلية التربية جامعة الإسكندرية حيث قال أن علم الإشتقاق هو فرع من فروع علم اللغة و ينقسم إلى عدة مصطلحات منها الدخيل و المعرب و المشتق و النحت لكي نتحدث عن علم الإشتقاق يجب أن نتكلم ايضاً عن هذه المصلحات الأربعة .
فهناك عدة أسباب لإنشاء هذا العلم و إستخدام المُشتقات أولاً هناك بعض المواقف لا يمكن أن نستخدم فيها إسم جامد و نحتاج لإستخدام إسم مُشتق ومن هنا جاءت كلمة الإشتقاق هناك ايضاً فرق بين الإشتقاق و النحت فالنحت عبارة عن إختصار بعض الجمل في كلمة واحدة مثل كلمة " حوقلة " وهي تعني " لا حول ولا قوة إلا بالله " ولكن تم نحتها حتي أصبحت كلمة واحدة أو " التسبيح " وهي تعني " سبحان الله " و غيرهم من الجمل التي تم نحتها إلى كلمات للتسهيل و إنما المشتق هو تكوين كلمات بمعاني أخري من نفس حروف الكلمة الأصلية مثل " كَتَبَ " حيث إشتق منها كلمة " كاتب ", نفس حروف الكلمة الأولي ولكن أعطتنا معني مختلف و بالرغم من الإختلاف بين النحت و الإشتقاق إلا أن هناك رابط كبير بينهم فكل مصطلح من هذه المصطلحات يكمل و يضيف إلى المصطلح الأخر .
بينما الدخيل فهو عبارة عن إلتقاء اللغات في جميع أنحاء العالم فأثرت و تأثرت حتي تداخلت و كوَنت بعض الكلمات ذات الأصول الأجنبية , فعلي سبيل المثال عند دراستنا للغة الإنجليزية أحياناً يتم دمج اللغة العربية مع اللغة الإنجليزية و إستخدام بعض الكلمات الإنجليزية في وسط الكلام و مع تكرار هذه العملية يتم الإعتياد علي هذه الكلمات الأجنبية حتي تصبح عربية و هنا يطلق عليها مصطلح " الدخيل " , مثل كلمة " باص " ففي اللغة العربية تسمي الحافلة و إنما الأن أصبح الإسم المعتاد لها هو " الباص " بسبب تداخل اللغة الإنجليزية مع لغتنا العربية , معظم ما نستخدمه الأن في لغتنا ظنا منا أنها لغتنا العربية لا يتعلق باللغة أطلاقاً ولكن لها أصول فرنسية و إنجليزية و فارسية ايضاً .
و يشبه مصطلح " التعريب " أو " الكلمات المعربة " في أنه ناتج عن تأثر الدول و اللغات المختلفة ببعضها البعض ايضاً , إلا إن الإختلاف هو أن التعريب عبارة عن أخذ الكلمة الأعجمبية أو الأجنبية و دمجها مع اللغة العربية و تحويلها و الإضافة إليها , لكن الدخيل هو إستخدام الكلمة الأجنبية كما ذكرت ظنا منا بأنها عربية دون الإضافة إليها .
و من الأسباب الأخري التي أدت إلى إكتشاف هذا العلم هو الأخطاء الشائعة في اللغة العربية , فهناك العديد من الكلمات الخاطئة التي يتم إستخدامها في اللغة العربية و هي غير صحيحة . سواء كانت في اللغة العربية او اللغة العامية . مثل كلمة " مبروك " فهذه الكلمة مأخوذة من الفعل " برك " بمعني برك الجمل و جلس ولا تعني التهنئة كما يعتقدها البعض مثل كلمة " مبارك " . و غيرها من الأخطاء الشائعة في اللغة .
ايضاً التطور الحضاري و المجتمعي الذي يصيب المجتمع هو سبب أخر من أسباب الإشتقاق , الحاجة إلى الفاظ جديدة تواكب العصر أدت إلى ظهور هذا العلم . و يعتبر مجمع اللغة العربية هو المسؤول عن وجود هذه الكلمات المشتقة , ففي الماضي لم يكن هناك ما يسمي " الهاتف " أو " الطائرة " أو " الثلاجة " , ولكن ظهور هذه الأشياء مؤخرا و حاجتنا لإطلاق إسم عليها أدت إلى إشتقاق هذه الأسماء من الأفعال الثلاثة " هَتَفَ " و " طار " و " ثَلَجَ " .
ومن الأسباب الرئيسية في ظهور الأخطاء الشائعة في اللغة العربية هو الخطاب الإعلامي كما ذكر الأستاذ الدكتور " سالم سليمان " , فمعظم الإعلاميون الأن ليسوا إعلاميين . فيتحدثون كما يشائون وهم لا يعرفون اللغة العربية الصحيحة مما يساعد ذلك علي إنتشار بعض الكلمات الخاطئة بين الناس ظانين أنها كلمات عربية صحيح . لذلك فمن الضروري دراسة هذا العلم و معرفة لغتنا العربية و تعلمها و الحفاظ عليها حتي لا تختفي تحت أنقاض الدخيل و المعرب و الأخطاء المنتشرة التي سوف تقضي حتماً علي اللغة إذا لم نلتفت إليها و ندرسها دراسة صحيحة.

Yorumlar