top of page

البمبوطيّة مهنة أهل القنال التراثية.. و كبير البمبوطيّة "الحالة ميتة"

  • صورة الكاتب: Bara Elkadr
    Bara Elkadr
  • 9 مايو 2018
  • 3 دقائق قراءة

" البمبوطية " .. عند سماع هذا المسمى يأتي في أذهاننا الرقصة الشهيرة لفرقة رضا المشهورة بنفس الاسم , ولكن هذا ليس كل شيء . فحتى اسم الرقصة مستوحى من قصة إنسانية حقيقية تضم عدد لا بأس به من البحارة أبناء مدينتيّ بورسعيد والسويس, الذين يعملون كتجار على المراكب مع السفن العابرة في قناة السويس .

أمّا عن أصل كلمة " البمبوطية " فهي كلمة مُحرّفة ومستوحاه من كلمة مان بوت ( ( man boatأو رجل القارب والتي تم تحريفها فيما بعد لتصبح " بمبوط " , وهو ما يطلق على تجار البحر منذ إفتتاح قناة السويس عام 1869 فكان أبناء بورسعيد والسويس يتجهون للموانئ وعندما يجدوا سفينة تحمل سياح يتجهون إليها بمراكب صغيرة يبيعون ما معهم من بضائع وأنتيكات وتحف وملابس وغيرها , ومن هنا ظهرت هذه المهنة التي في طريقها إلى الإندثار والفناء .

وبالرغم من المكانة العالية التي حازها في الماضي كل بمبوطي في القنال , بسبب خفته وطريقتة مع الأجانب وكسب صداقاتهم وتعلمهم للغة , إلى جانب الأمتيازات المادية التي حصلوا عليها في الماضي , إلا أن حالة البمبوطية الآن معكوسة تماماً أو يمكن أن نقول أن " الحالة ميّتة " كما وصفها البمبوطي " أبو العربي عبدالله عثمان " البالغ من العمر 65 عاماً وهو أحد أبناء مدينة بورسعيد والذي عمل طوال حياته في مهنة البمبوطية أو تجارة البحر .

كما قال أن من أكبر مظاهر تدهور الحال بالمبمبوطية , هو أن في الماضي بسبب كثرت السفن التي يتعاملون معها , فكانت كل سفينة يتجه إليها بمبوطي واحد أو اثنين بالكثير , أما الآن فتجد أكثر من 50 بمبوطي على نفس السفينة إن وُجِدَت , وذلك لا يعطي فرصة لأي منهم أن يبيع أي شيء فمن ناحية لا توجد سُفن ترسوا في موانئهم , و من ناحيه أخرى لا يوجد تصاريح لهم بالبيع, ... فكيف يعيشون اذا ً؟

" إحنا نعتبر من الأموات " .. هكذا عبّر البمبوطي أبو العربي عن إستياؤه من حالة إختفاء السياحة وقلتها وتأثيرها على سوق عملهم و حياتهم فهو وأمثالة البمبوطيين كانوا يعتمدون بشكل تام على السفن السياحية و الأجانب كمصدر للرزق وأضاف أن في الماضي كانوا البمبوطيين يتفرقوا على السفن فمنهم من يصعد على سفينة إيطاليه و منهم على سفينة هنديه , ومنهم على سفينة يونانيه وهكذا ليستفيد الجميع ويكون الأمر منظم و عادل .

كما أخبرنا أبو العربي أنه كان من الجنود الذين حاربوا في أكتوبر عام 73 , ولكنه يرى أن ثمار خدمته للوطن بروحه يجنيها مشقة ومذلة و هوان , والمسئولين غير مهتمّين , وأضاف أن تأثير الحالة السيّئة التي تصيب المهنة ليست فقط على البمبوطية , فهي أيضاً تصيب الخياطين وعاملين المخلّفات وعاملين النظافة , وكل من كان يستفاد من وجود السفن السياحية والأجانب في موانئ القنال .

كما تضم مهنة البمبوطي أكثر من الف شخص من أبناء محافظات القنال , و أغلبهم يحملون رخصة توريث , وهي التي يورثها عن آباءه أو أجداده , أو رخصة بالدور, أو بمبوطي من قدامى المحاربين فكل هؤلاء البمبوطية متضررون من الحالات التي تمر بها مهنتهم , سواء قلة السفن نتيجة قلة السياحة , أو عدم السماح لهم بالصعود على السفن إن وُجدت , أو عمال الربط العاملين بشركات السفن التابعة للقنال و هم المسئولين عن ربط السفن القادمة للميناء و الذين قد إنتحلوا مهنة البمبوطية , حيث يقوموا بشراء البضائع وبيعها مباشرة للأجانب على السفينة , مما يجعل فرصة البمبوطي ضعيفه من الأساس حتى إذا إستطاع الصعود للسفينة .

مهنة البمبوطي اليوم أصبحت في خطر , فهي أقرب للإنقراض , فهؤلاء الأشخاص يرجون حتى أقل المتطلبات , من بينها شمولهم بالتأمين الصحي , وتوفير معاش مناسب , والسماح لهم بالبيع والتعامل مع الأجانب , أو حتى توفير فرص عمل بديلة لهم .


أحدث منشورات

عرض الكل
العطور المستوردة تهزم المحلي

إهتمت الحضارات القديمة بصناعة العطور, فقد كانوا قديمًا يستخرجونها بطرق بدائية كحرق النباتات ذات الروائح الذكية وجعلها بخوراً، و يعتبر...

 
 
 

Comments


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page