هدم المدابغ يهدد صناعة الجلود و يسبب إنقراضها
- Bara Elkadr
- 8 مايو 2018
- 2 دقائق قراءة
صناعة الجلود مهنة من أقدم المهن اليدوية الموجودة في مصر والتي تعتمد على الحرفية , نشأت منذ أكثر من الف عام و مازالت موجودة حتي الآن بنفس الأساليب القديمة والتي لم يغيرها الزمنى. وهناك أماكن مشهورة في مدينة القاهرة بالدباغة و يتوافد عليها السياح لرؤيتها مثل خان الخليلي . وبالرغم مما يعانيه الدباغون من أمراض بسبب هذه المهنة إلا أنهم ماضون في تكملة الطريق الذي خلفه آبائهم و أجدادهم .
تمر صناعة الجلود بعدة مراحل و أساليب و مواد خاصة يتم إستخدامها , تضاف إلى جلد أي نوع من أنواع الحيوانات و يتم من خلالها صنع الأحذية و الشنط و الملابس و غيرها , و لذلك تعد هذه المهنة من أهم المهن الموجودة في مصر والتي لم تعد منتشرة مثلما كانت في الماضي .
تعتمد صناعة الجلود علي المواد الكيميائية الحمضية و القلوية , حيث تستخدم بنسب معينة , فهناك ثلاث أنواع للدباغة و كل نوع يختلف عن الأخر , و كل نوع يستلزم مواد و مكن مختلف عن الأخر .
ولكن أي نوع من الجلد في البداية قبل بدأ مراحل صناعته يجب أن يتم تمليحه و يحفظ في الملح لفترة معينة حتي لا تنتشر فيه الباكتيريا , فالملح ينتشر داخل الأنسجة و يقضي علي باقي الدماء الموجودة داخلها , و " مية نار " مركزة أيضاً هذه تعتبر أول مرحلة في الدباغة , و يتم بعد ذلك وضع الجلود في مكن يشبه الغسالات لسحب الملح بعد أن تم تنضيفه تماماً من الدماء و تنقيته .
بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة إزالة الشعر , حيث يتم إستخدام مواد معينة لإزالة الشعر بنسب تختلف حسب مقاس الجلد , كل مقاس و نوع من الجلود له PH"" خاص به , إذا زاد أو نقص عن النسبة المطلوبة تفسده , حتي يصل إلي "الكروم". بعد وصوله للكروم يتم ضبط مكنة الحلاقة حسب ما أحتاج , إذا كان لصناعة حزاء حريمي أو رجالي , هذا بالنسبة للجلود الخشنة مثل الجموسي أو البقري أو الجملي .
جلود الضاني و الماعز لها طرق مختلفة تماماً , فالماعز يمكن أن يستخدم في صناعة المفروشات أو الشنط والضاني في صناعة الملابس , كما يمكن إستخدام الجلود في التنجيد أيضاً . و كل نوع له صناعاته الخاصة به , فالملابس الأفضل لها الجلد الضاني , الشنط و الأحزية و الأحزمة و التنجيد الأفضل لها الجلد البقري .
و بعد هذه المرحلة تأتي مرحلة الصبغة , ثم بعد ذلك مرحلة التشحيم و إستخدام الزيوت حتي يليين و لا يكون صلب. أما بالنسبة للفرو فيمر بهذه المراحل تماماً إلا مرحلة إزالة الشعر , و يصنع في مكنة معينة تحدد من خلالها طول الشعراية و سمك الجلد , وعن طريق هذه المكنة ايضاً يتم من خلالها مادة من الجلد تستخدم في صناعة الجيلاتين المستخدم في صناعة الحلويات.
ولكن بالرغم من أن صناعة الجلود صناعة تصدر للخارج وليست صناعة محلية فقط إلا أن الحالة الإقتصادية توقف عملية التصدير هذه في الوقت الحالي . و بالرغم من أهميتها و أنها مهنه تفتح العديد من مجالات العمل الأخري من خلالها , إلا أنها تنقرض , و يتم هدم المدابغ القديمة الموجودة . و الأن يتم إستيراد الأحزية الجلدية و بيعها بمبالغ كبيرة بدلاً من صناعتها.
Comments