top of page

مصر تتميز بصناعةً للصدف

"الفن و الهندسة" هاتان الكلمتان تلخصان صناعة الصدف, الفن حيث إبتكار الأشكال الإسلامية أو القبطية أو العربية أو أي شكل جميل, و الهندسة حيث تقطيعه بمقاسات متساوية و مظبوطة دون الحاجة لإستخدام أدوات و وحدات القياس, لكن عن طريق أخذ قطعة و وضعها علي قطعة أٌخري لتكون بنفس المقاس ثم تتكرر حتي يصبحوا جميعهم متساويين, وهذا ما يسمي باللقطة. فهذه الصناعة نشأت منذ آلاف السنين قبل ظهور علم الهندسة, مما يعني أنها تعتبر صناعة فنية هندسية بلا هندسة. نشأت في مصر ثم تم تداولها في العديد من البلدان العربية و الغربية بعد ذلك.

يستخرج الصدف أو المحار المستخدم في هذه الصناعة من البحر, و ايضاً يستخدم فيها عظام الحيوانات, وظهر السلحفاء البرية في البحر الاحمر, و الخشب الأحمر و الخشب الأبانوس و الخشب اللمون, كل هذه الأشياء يتم إستخدامها في صناعة الصدف عن طريق سحقها ثم تُشكل و تقطع بمقاسات معينة لتنفيذ هذه الأشكال الهندسية الجميلة. وهذه هي أول مراحل صناعة الصدف.

ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التطعيم, وهو عبارة عن شق و تقطيع و معجنة و صنفرة و تلميع هذه الأشياء حتي تظهر بهذا الشكل الجميل. كل جزئ من هذه المرحلة يعتبر صنعة منفردة, فالشق هو عبارة عن أخذ خامة معينة مثل المحار علي سبيل المثال و شقها بعرض معين. التقطيع هو عبارة عن تقطيعهم بأشكال معينة, مربعات و مثلثات و غير ذلك, أما عملية الصنفرة فتنتهي بعد أن يصبه الصدف ذو ملمس ناعم, و "مَعجنته" أي ترميمه و تجميعه, ثم بعد ذلك تلميعه و تنظيفه.

يتم إستخدام الآلات في هذه الصناعة ولكن ليس في جميع مراحلها, فلا يمكن لآلة أن تثبت القطع الصغيرة أو "تُمعجن" مثل اليد, ولكن يتم الإستفادة بالتكنولوجيا في التقطيع. و قد ظهر إستخدام الآلات فيها مؤخراً مما جعلها من السهل أن تكون يدك هي آلتك. ففي القدم لم يكن هناك آلات كي تستخدم فكانت هذه الصناعة يدوية مئة بالمئة, ولكن الأن أصبح هناك آلات للمساعدة فقط وليست كعامل أساسي, فباقي المراحل يدوية لا يمكن لآلة أن تحل محل اليد فيها.

أما عن التجارة و التصدير فبالرغم من أن مصر هي أكثر الدول صناعة للصدف إلا أن عملية التصدير ضعيفة جداً بسبب سوء الأحوال الإقتصادية في البلاد و ليس في مصر فقط بل هى مشكلة عالمية. فقد كانت عملية التصدير أفضل منذ 30 عام. و بالرغم من أهمية هذه الصناعة و تميز مصر بها إلا أنها لم تعد متواجدة و منتشرة مثلما كانت قديماُ, فهي موجودة في الأماكن السياحية بمدينة القاهرة مثل خان الخليلي.

وهذه الصناعة التى باتت مهمشه كانت في الماضي لها مركز و وضع بين الصناعات أما الأن اصيحت خالية الوفاض من كل ناحيه فما أصابها من مشاكل هو ما أصاب باقى الصناعات اليدوية الأخرى و الحل الوحيد لإحيائها هى مناشده المسؤلين و ليتخذوا الإجراءات اللازمه لإنقاذها و يتخطوا حاجز الخطر و يصلوا بها الا بر الأمان.


Comments


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page