top of page

الفضة اليدوية سلعة سياحية مهددة بالإنقراض

"الفضة المزخرفة" فن من الفنون المصرية القديمة , دخلت مصر عن طريق اليهود و الأرمن حتي أصبحت عملية متوارثة تتوارثها الأجيال . فقد كانت الساغة قديماً معظمها من اليهود , ثم بعد ذلك إنتقلت للأرمن الذي تعلم علي يدهم هذه الحرفة العديد من المصرين , و لا يزال هناك بعض الأرمن في مصر يمارسون هذه الحرفة و لكن بعدد قليل جداً . وكان هذا الفن يقوم علي الصناعة اليدوية قديماً , وإلا أنه لم يعد يعتمد صناعة يدوية بعد أن تدخلت الآلات في هذه الحرفة , كما أنها لا تعتمد فقط علي الفضة لكن ايضاً العديد من المعادن التي يمكن النقش عليها و زخرفتها .

وتمُر زخرفة الفضة بعدة مراحل : مرحلة التصنيع , مرحلة النقش , و مرحلة التركيب , و مرحلة التلميع. فهذه الحرفة يندرج تحتها العديد من المهن . و يكون النقش إما كتابة , أو رسوم كورقة شجر أو وردة , ولكل مرحلة حرفي لا يمكن أن يقوم بمهمته حرفي أخر لمرحلة أُخري . و تعتبر مرحلة التصنيع هي أول مراحل زخرفة الفضة , حيث يتم فيها تحويل الفضة الخام أو الكسر إلي سبائك , وبعد ذلك " التجليخ " وهو تحويل قطعة الفضي " السبيكة " إلي شرائح أو إسطنبات حسب السُمك المُراد . و يكون " الجلخ " إما يدوي أو عن طريق آلات , كان في العصور القديمة يدوياً ولكنه الأن كهربائياً , فتدخل السبيكة في الآلة و تقوم بتحويلها إلي سلوك أو شرايط أو " مفلطحه " أو بالشكل الذي يريده الحرفي أو العامل ليقوم بالنقش عليها , وهي المرحلة الثانية . ويكون النقش عن طريق النشر و إعداد الرسومات أو الكتابة عليها , بعد ذلك المرحلة الثالثة وهي التركيب , إذا كان هناك فصوص أو أحجار كريمة يتم تركيبها فيها , سواء كانت فصوص ألماظ أو أحجار كريمة كالمرجان و غيره من الأحجار . وبعد ذلك يأتي التلميع , ويسمي الحرفي المتخصص في تلميع الفضة "بالجلجي" و يقوم بتلميعها عن طريق إستخدام الموتور و فرش معينة لتعطيها البريق الذي يريده .

وبالرُغم من إعتمادها حالياً علي الآلات إلا أن مازال هناك من يزخرفونها يدوياً خاصة في خان الخليلي , ولكن لم يعد هناك الكثير من النقوش اليدوية كما كان في السابق . فالآن يتم إستيرادها ايضاً من الخارج من الصين و غيرها , ولكن هناك فارق كبير جداً بين المنقوشة يدوياً و المستوردة من الخارج أو المصنعة بالآلات . فالزخرفة اليدوية أفضل بكثير , فالحرفي يبدع فيها فتشعر بروحه متسلسلة داخل القطعة الفضية , غير أنها تشتغرق جهد و وقت أكثر , فالقطعة اليدوية التي تستغرق شهر , تصنع الآلة ألاف منها في اليوم الواحد , مما يجعل تكلفة الفضة المزخرفة يدوياً أعلي من الكهربائية . و من المؤسف أنهُ لم يعد هناك أجيال جديدة تحاول أن تتعلم هذا النوع من الحرف والتى سوف تخفتي مع مرور الوقت . فقديماً كانوا يعلمون الأطفال هذا النوع من الحرف في سن صغير و لكن الأن لم يعد أحد يهتم بهذا النوع من الفنون . و من المؤسف ايضاً أنه لم يعد في مقدرة الناس أن تفرق بين الاعمال اليدوية و الأعمال الكهربائية .

وبسبب إندثار الاعمال اليدوية و عدم الإنتاج و التصنيع توقف التصدير و أصبحنا نستورد فقط من الخارج . وذلك يرجع إلي فرق التكلفة بين المحلي و المستورد , فتكلفة المستورد من الصين أو تركيا اقل , فإعتمدنا علي الإستيراد ولم يعد هناك من يرغب في الإبتكار مرة أخري في هذا المجال . كما أن الحالة الإقتصادية للبلد في الأونة الاخيرة أثرت بشكل كبير ايضاً علي هذه الحرفة . فغلاء الأسعار و الكهرباء و سعر الدولار و الإيجار كل هذا يؤثر علي سعر السلعة المباعة مما يزيد في سعرها علي حساب المشتري , حتي صناعة السبح الأن لم تعد محلية و أصبحت مستوردة من الخارج ايضاً بسبب التكلفة العالية . و من الأسباب التي أثرت في الإقتصاد أن السياحة لم تعد كما كانت قديماً , و هذا النوع من الحرف يعتمد إعتماداً كبيراً علي السياحة , ولكنه بالرغم من المشاكل المحيطة إلا أن هذا الفن مازال موجوداً حتي الآن .


Comments


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page