top of page

لِعَب الأطفال بين الأمس و اليوم

الألعاب القديمة و المقصود بها ألعاب شوارعنا التي إختفت حالياً ولم تعد لها وجود , قبل أن يصبح الهاتف المحمول و الكمبيوتر عامل كبير و رئيسي في حياتنا , وقبل دخول التكنولوجيا و الأنترنت بيوتنا و تغيير نمط حياتنا تماماً , كان هناك قديماً في كل الحواري والأزقه العاب شهيرة قديمة كان يلعبها الأطفال دائماً مثل لعبة الأولى , السيجا , السبع طوبات , الأُستغماية , نط الحبل و غيرها الكثير , و هنا سوف نتناول الألعاب القديمة و نسترجع هذه الذكريات التي كانت تملئ كل بيت وكل شارع و كل حارة و تربي عليها أجيال كاملة .

كان هناك لعبة تسمي ( السبع طوبات ) , لعبة من العاب الشارع كانت تتطلب فريقين و كرة صغيرة و 7 طوبات , و ينقسم الفريقين و يقف أحد أفراد كل فريق علي خط مرسوم حاملاً الكرة و علي يمينه و يساره يقف باقي الفريق , ثم يرمي بالكورة علي الطوب محاولاً إسقاطها , فإذا أصاب الهدف و وقع الطوب جري باقي فريقه بإتجاه الطوب محاولين إعادة ترتيب الطوب مكانه و علي الفريق الأخر منع الفريق من تكوين الطوب حتي ينهزم جميع أفراد الفريق الأول ثم يتبادلوا و هكذا .

و كان هناك أيضاً من أشهر الألعاب لعبة ( صياد السمك ) بالكرة الشراب كانت صناعة هذه الكورة عن طريق شراب مطاطي و مجموعة من الأربطه القديمة التي كانت تعقد جميعها داخلها و كان يعرف لاعب كورة الشراب بمهاراته العالية في اللعب و تجاوز الكورة حيث لا تصتدم به و يبعد الهدف عنه حتي يمسكها و يكون له نقط و هكذا .

كما إنتشر في الماضى أيضاً لعب ( البلي ) و كان جميع الأطفال يستخدمه و يلعب به و هي عبارة عن كرات زجاجية صغيرة جداً و كان لكل طفل في الشارع مجموعة من البلي و كان الأطفال يلعبون مع بعضهم بهذا البلي .

من أشهر اللعب و التي كان جميع الأطفال يفضلوها و يلعبها و لا يوجد أحد لم يلعبها في الماضي كانت تعرف ( بالسيجا ) و هي عبارة عن رسم مربع في الأرض وتلعب بحجرة صغيرة وكل طفل بالدور و كانت ترمي الحجر علي المربع الأول علي ألا تقع الحجر علي الخط و بعد ذلك المربع الثاني و هكذا حتي يقع الحجر علي الخط و من يأتي عليه الدور باللعب و يظل الجميع يلعب هكذا حتى من يفوز بالنهاية .

و أيضاً كان هناك لعبة ( كهرباء ) أحد العاب المساكة و لكن تعتمد في الأساس على المطاردة و يحاول أي شخص مسك أحد الفريقن و إذا شعر أحد أنه علي وشك الإمساك به يقول كلمة ( كهربا ) ثم يقوم طفل أخر في اللعبه بتحريكه كي يركض و يكمل اللعبه و هكذا .

و من أشهر الألعاب هي لعبة ( الأُستغماية ) و هي لعبة الإختباء و كانت منتشرة جداً و كان يمارسها مجموعة مكونه من 3 أطفال أو أكثر و كلما زاد العدد تصبح اللعبة أكثر طرافة و مرح و تختار المجموعة أحد الأطفال يدير وجهه إلى الحائط ثم يبدء بالعد و الجميع يسارع للإختباء ثم يبدء بالبحث عنهم و من يمسكه يصبح هو من عليه الدور .

و هناك أيضاً لعبة ( النحلة أو الدبور ) و هي عبارة عن نحلة خشبية ويعلوها سن من الحديد و تلف بخيط وتُلقى على الأرض لتدور النحلة و تدور بشكل سريع و يفوز المتسابق صاحب أطول زمن لدوران النحلة على الأرض كالرسوم المتحركة مثل ( كرتون بي بليد ) .

جميلة هذه الألعاب الشعبية القديمة كانت تعبر عن فرحة البسطاء و بهجه الأطفال و تربي عليها جميع الأجيال فى جميع الشوارع قديماً وكانت ملئية بالبهجه لأنها كانت مليئه بالألعاب مثل عسكر و حرامية , السبع طوبات , القطة العمياء , الأولى , الأُستغماية و نط الحبل و كانت مليئة بالبراءة و المرح و برغم تنوع هذه الألعاب إلا أن هدفها واحد و هو خلق عقل رياضي و خلق الإبداع و التفكير .

و رغم حبنا لهذه الألعاب القديمة إلا أنها تواجه خطر الإنقراض و أنها أصبحت علي الهامش و لا أحد يدري بها حالياً و دخل حياتنا هوس الإنترنت الذي دمر الأجيال و إنتشار العادات القادمة من الغرب , الأن لا يوجد مثل هذه الألعاب في الشوارع بإستثناء فقط لعبة كورة القدم , و تتسأل أين إختفت هذه اللعب و أين إختفت الأطفال و الطفولة و البراءة .

ولكن الأن هناك ما يدعى بمؤسسة بيت الشاعر لتنظيم أول مهرجان لتوثيق الألعاب الشعبية و محاولة حفظها من الضياع و دعوة الأطفال لممارسة مثل هذه الألعاب لخلق حالة من التواصل بين الجيل القديم و الجيل الحالي و هذا سوف يساعد على خلق شخصية سوية للطفل .

وإن الهدف من إقامة مثل هذه الأحتفالية لا يكمن فقط في تأصيل الألعاب الشعبية في مصر بل لخلق روح من التعاون و الفكر و الحب بين الأطفال .

و أثبتت الدراسات أن الألعاب الشعبية لها القدرة على إستعادة التوازن النفسي للطفل و القضاء علي ما يعانيه من قلق إجتماعي و إكسابهم الجرأة و الشجاعة و ممارسة الألعاب الشعبية علاج ناجح لظاهرة الخجل عند الأطفال و خاصة في المرحلة الإبتدائية من التعليم .

أما اليوم فتتجمع الألعاب و تتمحور حول كل ما هو الكتروني و يقضي الأطفال ساعات و ساعات أمام شاشات الهواتف و أجهزة الكمبيوتر دون حراك و في الأغلب يؤثر عليهم سلبياً فيصيبهم بالتوحد و الكسل و عدم القدره مع التعامل مع الاخرين , فرجوع الأطفال إلى ممارسة الألعاب القديمة لا يعد تخلفاً فهذا يؤثر إيجابياً عليهم .

فالرجوع إلى الماضي في بعض الأحيان أفضل من الإنسياق وراء التكنلوجيا الحديثه بدون تفكير .


Comments


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page