top of page

الأسطى سعيد أقدم مكوجي "رجل" في الإسكندرية: متمسك بمهنتي ميراثا عن والدي

مكوجي الرجل إحدى المهن التي تحارب من أجل البقاء، بعد أن شهدت رواجاً لفترات طويلة، إلا أنها مع انتشار المكواة الكهربائية بدأت فى الاندثار.

"عم سعيد أفضل مكوجي رجل فى البلد" هكذا يصفه أحد زبائنه في منطقة السكة الجديدة القريبة من ميدان المنشية في قلب الإسكندرية، ذلك الرجل الذى تجاوز الخمسين من عمره، بدأت رحلته فى عالم كي الملابس منذ سنوات طفولته الأولى، حيث ورث المهنة عن والده، ويمتلك محلاً بسيطاً لكى الملابس لا يتعدى بضعة أمتار ورثه عن والده.

وعن الفرق بين مكواة الرجل والعادية، يقول الأسطى سعيد "المكواة البخار يمكن لأى شخص استعمالها، حتى ولو لم يكن مكوجي، أما مكواة الرجل فلابد أن يكون من يستخدمها معتادا بمهارة على استخدامها، نظراً لارتفاع درجة حرارتها، فلابد من التعامل معها بطريقة معينة، حتى لا يتعرض من يتعامل معها لأية أضرار"، ويضيف: "كلما ارتفعت درجة حرارتها نستخدمها فى كى الأقمشة الثقيلة مثل الصوف، وعندما تنخفض حرارتها تستخدم فى كى الأقمشة الخفيفة".

ويضيف : بخلاف المكواة الحديدية، هناك أدوات تساعدنا على أداء عملنا مثل لوحة الكي، وهى عبارة عن قلب شجرة يتم تغطيتها بقطعة من القماش الأبيض، وقطعة خشبية يتم وضعها وإحكامها على أعلى المكواة لكى يضع المكوجي قدمه عليها، فتمنع الحرارة من الوصول إليه، وتجعله يتحكم فى المكواة كما يشاء، بالإضافة إلى "الصاجة" التى توضع عليها المكواة بعد رفعها من على النار بعد تسخينها.

ويشير "عم سعيد" متحسرا إلى أن مهنة مكوجي الرجل مع الوقت لن تجد من يعمل بها، وقليل من يعمل بمكواة الرجل، فالجميع يرغب فى العمل بالبخار، وحاولت كثيراً العمل بمكواة البخار لكنها بحاجة إلى مبالغ مالية لا أمتلكها، بالإضافة إلى تمسكي بالمهنة التي عرفني بها الناس من أهل المنطقة وزبائني ومهارتي فيها.

ويرى أنه مع مرور السنوات تراجع الإقبال على تلك المكواة التقليدية، مع انتشار المكواة الكهربائية، والتى امتهن الكي بها الكثير، إلى جانب انتشارها فى كثير من المنازل، إلا أن من يقطنون فى المناطق الريفية مازالوا متمسكين بارتداء العباءة والجلباب والملابس المصنعة من الصوف، الأمر الذى يدفعهم إلى الذهاب لمكوجي الرجل.

ويشرح "الأسطى سعيد" أن مكواة الرجل لا تحتاج إلى كهرباء أو غاز، وتكون مصنوعة من الحديد وخامة الزهر وتتخذ شكل مثلث، يقوم المكوجي بوضعها على موقد الجاز لكي يتمكّن مِن تسخينها، ولها يد طويلة يُمسكها المكوجي بيده، ويضع قدمه على المثلث.

ويضيف متباهيا أن مهنة مكوجي الرجل تتطلب مواصفات معينة ورجل له جسد عفي وقوى لكي يتحكم بقدميه في الآلة الثقيلة، لأن المكواة بهذا الحجم لا يستطيع أن يحركها أحد بيده فقط فقد كان يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه لتحريك المكواة التي تزن ما يقارب الـ 40 كيلو جراما، لفرد تجعدات ملابس الزبائن، ويعمل مكوجي الرجل علي بنك مسطح منخفض فوق سطح الأرض بقليل بخلاف المكوجي العادي حيث يقوم بأداء عمله جالسًا أو راكعًا أو منحنيًا ومن شدة الحرارة المنبعثة من تلك المكواة الكبيرة بذراعها الخشبية الطويلة.

ويشرح "عم سعيد" أن لديه معلومات تاريخية مؤكدة أن أول من ابتكروا مكواة الرجل هم الصينيين، في القرن الرابع الميلادي ثم انتقلت الفكرة إلى أوروبا وظلت تتطور الفكرة، حتى وصلت إلى شكل المكواة الحديثة بالكهرباء، والتى ابتكرها الأمريكي هنري سيلي، عام 1882.

وأضاف عم سعيد أن مكان تسخين المكواة، مازال يُسمى “بيت النار” لكن آلية تشغيله تطورت، من تشغيله بالجاز إلى الغاز الطبيعي، مؤكدا أن مكواة الرجل أفضل من المكواة التي تمسك باليد أو مكواة البخار بسبب ضغطها الأشد ووزنها الأثقل على الملابس. لذلك فإن غالبية زبائنه هم من المقاولين وأبناء البلد ممن يحافظون على ارتداء الملابس التقليدية كالـ " البنش" و العباءات الصوفية والكشمير التي تحتاج إلى حرارة مرتفعة لفردها وكذلك أصحاب معارض المفروشات التي يحتاجون لعرض بضاعتهم بإناقة وتخليصها من أي كسرات أو تجاعيد.

عم سعيد "مكوجي رجل"

Opmerkingen


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page