top of page

عم رضا المخترع العجوز: ابتكرت جهاز زمزم لتنقية مياه الشرب من الملوثات

أدرك مبكراً أهمية الحفاظ على كل قطرة مياه، وكأنه يعلم منذ سنوات بعيدة أن النزاع على المياه هو صراع من أجل البقاء، أمعن التفكير في وسيلة لحماية أهل بلده من خطورة تلوث مياه الشرب وندرتها وكيفية الحفاظ عليها وترشيد استخدامها، واستغل خبراته السابقة من خلال سنوات عمله الطويلة في الترسانة البحرية بالإسكندرية وتفرغ بعد خروجه على المعاش ليبتكر اختراعه المسجل باسمه" زمزم"، وهو عبارة عن وحدة معالجة لمياه الشرب وتنقيتها من كافة أنواع الرواسب والملوثات عن طريق حجز ورفع الرواسب ومنع مرورها، عم رضا الذي يبلغ من العمر 71 عاماً، ينظم لقائمة طويلة من العقول المبتكرة والمبدعة، لكنه يتميز عن الجميع بأنه "المخترع العجوز" الذي تتزاحم في رأسه أفكار شابة متحمسة لتحسين أحوال المصريين والحفاظ على ثرواتهم وفي مقدمتها الصحة العامة والمياه النظيفة التي أدركنا مؤخرا قيمتها النادرة.

يقول عم رضا محمد رشاد: " أنا "غاوي" مخترعات ومسجل في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وحصلت على موافقة وقبول بأن يأتي دوري في مناقشة اختراعي، ولكن أمامي قائمة طويلة من المنتظرين، فاضطرت للجوء إلى إدارة التصميمات والنماذج الصناعية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية التي تمنح الموافقات لأى منتج جديد قبل تسويقه، وحصلت على شهادة ملكية فكرية لحماية النموذج الصناعي لاختراعي لمدة "10 سنوات".

فكرة زمزم

وعن فكرة الجهاز الذي اختراعه أوضح "رضا" انه وحدة صغيرة لتنقية مياه الشرب من كافة أنواع الملوثات عن طريق حجز ورفع الرواسب جميعها، وهو يختلف شكلاً ومضموناً عن الفلاتر الموجودة في الأسواق في عدة مزايا؛ فهو أولاً يرفع الرواسب ولا يبقي عليها محتجزة في الشمعات المتضمنة في الفلتر، لأن احتفاظ الشمعات بالرواسب محتجزة بالجهاز تؤدي إلى مزيد من التلوث عن طول الاستخدام الذي يستمر عدة أشهر، ولذلك فإن مرور مياه الشرب على شمعات الفلاتر الحاملة للملوثات قد يؤدي إلى مزيد من التلوث والضرر لمستخدميها، ولهذا، أعلنت وزارة الصحة في أكثر من مناسبة أن كل الفلاتر المتاحة في الأسواق غير آمنة وقد تتسبب في أضرار بالغة أكثر من فوائدها.

زمزم معقم

ويشرح مخترع جهاز "زمزم" أن الوحدة التي ابتكرها وأطلق عليها اسم "زمزم" تيمنا ببركة اسم "بئر زمزم" ، تعتمد على الشمعة المزدوجة التي ترفع الرواسب والشوائب عند اللزوم عن طريق فتح وغلق "بلف" دخول المياه على الجهاز، ثم أيضاً يمكن لمستخدم "زمزم" أن يرفع الشمعة للتعقيم من "العكارة" أو الرواسب والملوثات المحتجزة عن طريق مرشحات نباتية وقطنية بداخل الشمعة المزدوجة والتي لها عمر افتراضي طويل، ويمكن تعقيمها في أي وقت متى أراد المستخدم عن طريق فصل الشمعة عن الوحدة "زمزم" ووضعها في ماء مغلي لمدة 5 دقائق، ثم يعاد استخدامها لتؤدي نفس الغرض بكفاءة عالية مثل بداية الاستخدام.

( ويضيف "المخترع العجوز" كما يطلق على نفسه – عن مكونات جهاز "زمزم" إنه عبارة عن جسم خارجي له فتحتي دخول وخروج للمياه والتخلص من الرواسب و "العكارة" "والشوائب" ، ومن الممكن فك الجهاز من منتصفه لإخراج الشمعة المزدوجة للتعقيم في الماء المغلي وإعادتها مرة أخرى لمكانها بمنتهى السهولة واليسر، دون الحاجة لشراء شمعات جديدة كل فترة، مثلما في الفلاتر المطروحة والمتداولة في السواق، وهذه العمليات الفك والتعقيم والتركيب لا تحتاج إلى فني صيانة أو مندوب مثلما يحدث في الفلاتر التجارية، حيث أن المستخدم لجهاز "زمزم" يستطيع القيام بها بمنتهى السهولة.

مكونات غير ضارة

وعن المواد المصنعة منها الشمعة المزدوجة التي يصفها "رضا" بغير الضارة والرخيصة فهي من مواد معتمدة صحياً لا يسبب اختلاطها بالمياه ومرورها عليها أي تفاعلات أو أضرار ، لأنه من مادة البولي بروبلين والاستانلس ستيل، والميزة الأهم كما يقول "عم رضا" أن جهاز "زمزم" يتحمل الضغط العالي للمياه في المواتير الرافعة للمياه للأعلى، أو الدافعة للمياه من الخزانات للأدوار السفلية، وكذلك يمكن استخدام جهاز "زمزم" لتنقية المياه ومعالجتها لأكثر من 30 وحدة سكنية، وكذلك يمكن وضعه بعد فتحات خروج المياه من الخزانات العلوية "جهاز لكل خزان" فوق أسطح العمارات لتطهير المياه من الرواسب والشوائب والعقارة وجميع أنواع الملوثات.

ويوضح رضا رشاد أن الجهاز لا يقلل من ضغط المياه للمباني، طبقاً لمواصفاته الخاصة وتصميمه والتجارب التي أجريت عليه واعتمادها بعد تجربته في أكثر من مكان؛ حيث أثبت جودة عالية في زيادة ضغط المياه وليس إضعافها، كما يحدث في بعض أنواع الفلاتر الأخرى التي تقلل من ضغط المياه عند مرورها عليها وتضعفها.

إنتاج حربي

ويؤكد "عم رضا" أن الجهاز مستخدم ومجرب بالفعل حالياً في مسجدين بمنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، حيث قمت بتركيبه تطوعياً وبترحيب من الأهالي، تطوعاً مني لخدمة المصلين من أهل الحي الذي أقيم فيه، وعن تكلفة الجهاز يقول إنه حالياً في حال إنتاجه بشكل ضيق وفردي وبالخامات التي تم تصميمها عليه، فقد يصل ثمنه إلى 500 جنيه للمستهلك، ولكن في حال إنتاجه بشكل تجاري عن طريق أحد المصانع فقد يقل سعره كثيراً عن هذا المبلغ، ولذلك فقد أرسلت مذكرة تفصيلية لوزارة التصنيع والإنتاج الحربي مزودة باقتراح أن تتولى إنتاج الجهاز بتكلفة أقل، وتوسعه استخدامه بدلاً من الفلاتر المنتشرة والتي أعلنت وزارة الصحة إنها غير آمنة للمستهلك وغير معتمدة للمواصفات القياسية، وأيضاً ارتفاع سعرها نظراً لضرورة تغيير الشموع المتواجدة بداخل تلك الفلاتر بشكل مستمر، وإنها لا ترفع الرواسب ولا تطردها بل تحجزها فقط ، كذلك الفلاتر لا يمكن استخدامها إلا لمياه الشرب لوحدة سكنية واحدة، بينما "زمزم" يمكن استخدامه بعد فتحة الخروج للخزان ويصل بذلك على تنقية المياه لعقار بأكمله، والجهاز لا يتعدى وزنه كيلو جرام واحد.

دبلوم فني

"عم رضا" يتمنى أيضاً أن يتبنى احد رجال الأعمال تصنيع اختراعه وطرحه في الأسواق ويقول أن رأسه تدور فيها أفكار متزاحمة كثيرة بعد "زمزم"، وأن عمره الذي تجاوز السبعين عاماً، لن يحول دون تقديم المزيد من المبتكرات، وهو يهوى حل المشاكل منذ تخرجه في عام 1967 من التعليم الفني (دبلوم صنيع – تخصص شبكات وخطوط مواسير)، وعمله في الترسانة البحرية وقتئذ مع الخبراء الروس، ويحكي نوادر كثيرة عن قيامه بحل مشاكل أو تسيير شبكات معقدة مما كان يذهل الخبراء الأجانب.

ويقول إن طموحه لم يتوقف بعد حصوله على الدبلوم بل أكمل دراسة وحصل على الثانوية العامة أثناء عمله في شبابه والتحق بكلية لحقوق جامعة الإسكندرية، لأنه كما يقول "غاوي علم ومعرفة"، وينصح شباب المبتكرين بالاستمرار والدأب وعدم الالتفات إلى أي أجواء محبطة، فلا يأس مع الحياة، والمبتكرون هم أهل الأمة وقاطرة تقدمها ومواكبتها للأمم المتحضرة.


Comentários


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page