top of page

المراحات .. جزيرة الراحه وسط الملاحات

تقع علي ضفاف بحيرة المنزلة ببورسعيد جزيرة المراحات. سميت بهذا الإسم نظراً إلى أنها كانت مكان لراحة الصيادين في الماضي . فكان الصياد يبني له بيت من الخوص ليكون ملجأه أثناء رحلة صيده . فبنيت العديد من البيوت يرتاح فيها الصيادون حتي أُطلق عليها إسم جزيرة المراحات و أصبحت الأن قرية سكنية يسكن فيها بعض الأشخاص و إعتبروها موطنا لهم. في البداية كان الصيادون يبنون بيوتهم من الخوص , ثم بعد ذلك تم إستخدام الطوب الطيني في بناء البيوت , حتي وصلوا في النهاية إلي البناء التقليدي بالطوب و الإسمنت . و نظراً لأن موقع الجزيرة في بحيرة المنزلة فتعتبر وسيلة المواصلات الوحيدة هي المراكب , عن طريق البحيرة يذهبون لقضاء حوائجهم و تلبية مصالحهم و توصيل أبنائهم إلى مدارسهم .

ولكن مثل باقي الجزر و المحافظات فهناك بعض المشاكل التي تتعرض لها هذه الجزيرة . في البداية تعتبر هذه الجزيرة مأخوذة من قبل الأهالي بوضع اليد . و لكنهم لا يوجد لديهم مكاناً أخر ليعيشون فيه , فهذه تعتبر أرضهم التي ورثوها أباً عن جد , المكان الوحيد الذي يعرفوه . ولكنهم يعيشون في خوف بسبب أن الأرض ليست رسمياً ملكهم و تعتبر ملك للدولة , فإذا أخذت منهم لن يبقي لهم مكانا اخر للعيش .

وعلي لسان السيد : " محمد إبراهيم " التابعي أحد سكان هذه الجزيرة حيث قال أنه لا يعترض علي قرارات الدولة ولكنه فقط يريد الحل , و يري أن الحل في تقنين هذه الارض لهم , فقد بنوا حياتهم عليها و بيوتهم و ايضاً تم بناء مدارس حكومية , فإذا طردوا منها لن يصبح لهم مكانا اخر يلجأون إليه .

و من المشاكل التي تواجههم ايضاً مشكلة النور و المياه فهذه الجزيرة لا يصل لها النور حتي الأن منذ بدأ العيش بها , بمعني أنه إذا جاء الليل هناك بعض المنازل لا تستطيع رؤية أي شئ علي الاطلاق بالإضافة إلى المياه فلا يوجد علي هذه الجزيرة مواسير توصل المياه العذبة إلى البيوت و الوسيلة الوحيدة للحصول على مياه للشرب هي عن طريق الذهاب إلى المدينة و شراء المياه و توصيلها إلى الجزيرة مرة أخري عن طريق اللنشات و المراكب.

وهنا نتطرق إلى مشكلة الطرق , فهذه الجزيرة لا يوجد بها طرق للسيارات و إنما وسيلة المواصلات الوحيدة هناك هي القوارب , مما يصعب عليهم العيش و التنقل منها لأي مكان أخر , لذلك فمن ضمن مطالبهم هو سماح الدولة لهم بإنشاء الطرق علي هذه الجزيرة.

يعتمد أهل هذه الجزيرة في عيشهم و كسب الرزق علي تربية المواشي و المزارع السمكية و الزراعة , خاصة تربية المواشي ويتم ايضاً نقل المواشي من المدينة إلى الجزيرة أو العكس لبيعهم عن طريق القوارب .

فهناك مراكب كبيرة خاصة لهم . في البداية كانوا يشترون مستلزماتهم من الأسواق في المدينة كل أسبوع , ولكن الأن قاموا ببناء محلات و بقالات و مصانع البان يصنع فيها الجنن و الزبد يدوياً داخل الجزيرة لتغنيهم عن مشكلة التنقل و لتكفي إحتياجاتهم علي مدار الاسبوع . وايضاً يتم بناء مزارع سمكية عن طريق تعميق قاع البحيرة لأنها تعتبر أرض عالية , إذا لم يتم تعميقها لن يستطيع السمك العيش فيها .

و بالرغم من كم المشاكل الموجودة في هذه الجزيرة , إلا أن عدد سكانها كبير جداً حيث يصل إلى 15 الف نسمة أو يزيد . مما يجعل سكان هذه الجزيرة يعانون من مشاكل التكدس السكاني ايضاً ولكن علي صعيد آخر, و عكس ما يراه المسؤولون ألا و هو أن سكان هذه الجزيرة يأكدون علي أنهم يعيشون في أمان تام , و كل المشاكل التي يتعرض لها الصيادون من سرقة أو أعمال إجرامية فهي ليست نابعة من أهل الجزيرة . فجميع سكان هذه الجزيرة يعرفون بعضهم البعض مما يجعلهم كعائلة كبيرة يخافون علي مصالحهم و يحمون بعضهم , لذلك فهم يعيشون في أمان تام .


Comments


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page