الكليم يهمش فى بلده و يُقدر فى الخارج
- Bara Elkadr
- 8 مايو 2018
- 3 دقائق قراءة
إشتهرت مدينة "فوه" بمحافظة كفر الشيخ بصناعة الكليم والذي يشبيه فى صناعته السجاد اليدوي. وهو يعتبر من أصعب الصناعات اليدوية, فلا أحد يستطيع إنتاجه سوا المحترفين. يتم بيعة بشرم الشيخ و معظم الأماكن السياحية بالأخص بسبب عشق السياح لمثل هذه المنتجات. ولكنه بالرغم من ذلك منتج على وشك الإنقراض نتيجه لإهمال الحكومة لمثل هذه الحرف.
في البداية حدثنا الأستاذ "حسونه صبحي" أحد الحرفيين العاملين بهذه الصناعة عن الكليم, ما هو و كيف يتم صناعته. فالكثير منا لم يسمع عن شئ يسمى بالكليم من قبل, حيث قال أن الكليم هو عبارة عن سجاد يدوي مزخرف. تعتبر صناعة الكليم هذه من الصناعات القديمة و العريقة التي تطورت مع مرور الوقت. و أضاف أن السياح يتوافدون لشراء الكليم لأنه صناعة يدوية و هم يحترمون الصناعات اليدوية. تنتج مدينة فوه نحو 11 نوعاً من الكليم الفاخر و كان محمد علي يقدم على شراء الكليم و تقديمه هدايا للملوك و الأمراء. مدينه فوه هي قلعة صناعة السجاد اليدوي منذ زمن الفراعنة .
الكليم فن راقي لأنه ليس فقط مجرد سجاد يدوي, ولكنه يحتاج إلى تفكير و إبداع في الرسم و تصميم أشكال مميزة. فقد كانت صناعة الكليم منتشرة و سوق عملها جيد حتى قيام الثورة الأخيرة. فلقد كانت القشه التي قسمت ظهر السياحة وسبب رئيسي في إنهيارها، لذلك قل الطلب على هذه الصناعة لأن سوق بيع الكليم لم يكن مقتصرًا فقط على الأرياف بل امتد إلى محافطات كثيرة بمصر كشرم الشيخ والغردقة. و بسبب تعدد الجنسيات الوافده إلى تلك المحافظات و إعجابهم بهذا التراث المصري عُرفت صناعة الكليم على المستوى المحلي و الدولي، و كانوا يأتون خصيصًا لشراء الكليم لتقديرهم للصناعات اليدوية.
و أشار إلي أن صناعة الكليم تأخذ وقت طويل, فعلى سبيل المثال تصميم سجادة صغيرة تستغرق على الأقل أسبوعين و على حسب حجم كل سجاده كليم يزداد الوقت المُتستغرق للإنتهاء منها .
بينما قال شقيقه " سعيد صبحي " , أنه يعمل في الكليم منذ الصغر .
حيث قال أن أساس مهنة الكليم و بدايته كانت مفروشات أرضية في الأربعنيات و الخمسينات و الستنيات حتى حرب 73 . في هذا الوقت كنا نصدر الكليم للخارج لدول أوروبا و روسيا و غيرها من الدول ذات الحراره المنخفضه.
ولكن بعد الحرب تراجعت نسب التصدير إلى هذه الدول عن ذى قبل ؛ بسبب التطور الذي لحق بالمشهد السياسي والإنفتاح الذي قام به السادات. فبدأ من هنا إنعاش السياحة وأقبلت الوفود على مصر وبدأنا في نقل سوق الكليم إلى الأقصر و أسوان و الغردقة و شرم الشيخ و البحر الأحمر بأكمله .
و قال أيضاً أن الوضع الآن تدهور عن السابق بسبب قيام الثورات المتتالية و تأثيرها سلبًا على السياحة. مما أدى إلى ترك العمال هذه الحرفة و الذهاب لحرف أخرى غير مرتبطة بالسياحة. و ظل عدد العمال ينخفض حتي أصبحوا لا يتعدوا المئات في الوقت الحالي بعد أن كانوا يتخطوا الآلاف.
منذ بداية سنة 2011 حتى الآن إنهارت صناعة الكليم بنسبة 90% . ففي الماضي كان يُصدر الكثير من الإنتاج لدول أوروبا أسبوعياً ؛ لأنها صناعة يدوية عريقة ونادرةو يعشقها السياح و الأجانب. على الصعيد الآخر يوجد الآن شباب خطوا خطى أجدادهم ولكنهم بدأوا بتسويق حديث للكليم عن طريق إنشاء معارض في أوروبا و حققوا الكثير من النجاح .
و ذكر " إبراهيم محمد " أحد العاملين بالمهنه أن سجاد الكليم لا يوجد إلا في مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ. و قديمًا غزا الكليم أسواق أوروبا و كان الأجانب يأتون خصيصًا لشراء الكليم لأنه فن خاص لا يستطيع العمل به سوا الماهرون و أصحاب الموهبة و الذوق الرفيع.
و أضاف أن عادة تكون الرسوم الموجوده علي الكليم مستمده من واقع الطبيعة و البيئة الريفية البسيطة مثل الأراضي الزراعية و الطيور و غيرها. بالإضافة إلى الرسومات التاريخيه مثل الأهرامات و أبو الهول و أيضاً الرسوم الإسلامية في المساجد .
و قال أن محافظ كفر الشيخ قام بزيارة مدينة فوه من فترة زمنية و قال أننا سوف نفتتح منافذ لبيع الكليم, ولكن لم يُنفذ أي شئ .
فالآن هناك ركود في صناعة الكليم و إهمال من الدولة للحرف اليدوية ماديًا و فنيًا. و الجدير بالذكر أن مدينة فوه كان يوجد بها أكثر من 70 مصنع للغزل و أكثر من 10 آلاف عامل لصناعة الكليم. لذا أُطالب بإنشاء نقابة لصناعة الكليم و إنشاء منافذ بيع و إسترجاع تصديره للخارج مرة أخرى و إقامة معارض محليه في جميع محافظات مصر و تسويق منتجات الكليم اليدوي على الصعيد العالمي و توفير المساعدات اللازمة للنهوض بالمهنه مره أخري ؛ لأن الكليم كنز لا أحد يعرف قيمته و الغرب يعرفون قيمته أكثر منا.

Comments