top of page

الزجاج يتحطم في مواجهة الأوضاع الإقتصادية

ترجع صناعة الزجاج إلى المسلمين العرب ويرجع الفضل إلى أهل الشام والعراق ومصر وإيران لحاجتهم إليه في تعبئة العطور والمشروبات وإدخاله في صناعة أدوات الإناره وتعود هذه الصناعة إلى القرن الثالث الهجري في عصر المماليك . حيث أبدع المصريون في صناعته وأضافوا عليه أنواع جديدة من الزجاج الملون .

وإن كان من الصعب معرفة أين صُنع الكثير من التحف الزجاجية المملوكية سواء بمصر أو ببلاد الشام ، وذلك لتشابه وتطابق زخارف وأشكال ما عثر عليه في كلا القطرين .

والزجاج يتشكل على عدة مراحل و تتطلب عدة مكونات و متخصصين . فالزجاج هو مادة صلبة عديمة اللون تشبه للألماس , و يمر بعدة مراحل في تصنيعه حتي يتحول من مادة سائلة للمادة الصلبة التي نراها في جميع الأماكن أمامنا .

أول محطة هى كيفية صناعة الزجاج.

تتم عملية صناعة الزجاج بخلط كميات محددة من الرمال البيضاء وأُكسيد الزرنيخ و يتم تسخينها على درجات حرارة عالية يخلط المزيج ويقلب جيداً حتى يتم الحصول على الحالة العجينية للخليط و تشكل على هيئة كُتل صغيرة تؤخذ من الفرن ويتم تشكيلها على حسب المراد وبعد ذلك تبرد وتأخذ الشكل المراد .

و على الصعيد المحلي في مصر تتم صناعة الزجاج على النحو التالي , كانت قديماً تعتمد على الطريقة ( البلدى ) النفخ , أما الأن فتتم عن طريق إستيراد الزجاج على هيئة زجاج خام و يتم تشكيلة وتقطيعة و من ثم إدخال عليه الألوان بدقة و حرفية عالية بعد ذلك إدخالها فى الفرن مرة أخرى إلى أن تأخذ الشكل المطلوب .

و هنا تحدثنا مع الأستاذ " محمد صبحي " مدير مصانع الماسة لصناعة الزجاج , حيث قال إن الزجاج في بدايته يكون عبارة عن خليط مكون من رمال و صودا و باريوم و بوراكس و جير, كل هذه المواد هي مواد مخصصة لصناعة الزجاج , يتم خلطها بنسب معينة نحددها حسب الحاجة , بعد ذلك يتم وضعها داخل الفرن في درجة حرارة تزيد عن 1800 درجة , و تترك لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة حتي يتم سوائها .

يأتي دور العامل في المرحلة الثانية حيث يقوم بسحبها عن طريق مجموعتين , أول مجموعة متخصصة في صناعة " كعب " المنتج , و المجموعة الثانية تصنع " البالينة " أو الشكل المخصص له . المجموعة الأولى المخصصة لصناعة الكعب تقوم بتصنيعه من خلال قطعه صغيرة يقوم بتشكيلها و بتبريدها أمام المروحة , ثم يأخذها منه عامل التشكيل و يشكلها , ثم بعد ذلك تأتي مرحلة القطع وهي تحديد طول و سمك المنتج اياً كان نوعه سواء كان كأس أو طبق , و بعد قطعه يدخل في مرحلة " الحصير " , هي عبارة عن وضعه مرة أُخري داخل الفرن بدرجة حرارة تختلف عن المرة الأولى لتعطيه صلابة و تسمي بالتحميص , و تحتاج لمدة تتراوح من ساعة لساعة و نص . و هكذا تنتهي مراحل صناعة الزجاج و ينتقل إلى مرحلة الشحن و التغليف و التوزيع و البيع .

و يختلف نوع زجاج عن النوع الآخر وفقا لنوع الخامات المستخدمة في الخلطة التي يتكون منها الزجاج قبل تصنيعه . بالرغم من أن الخلطة تتكون من مواد محددة لا يمكن تغييرها في جميع المصانع , إلا أن نسبة كل مكون تختلف من مكان لأخر حسب المصنع , في بعض الأنواع يتم تزويد نسبة البياض أكثر من الأنواع الأخري , و المادة المخصصة في ذلك هي مادة السيلينيوم . أما أنواع الزجاج المزخرفة فمن الممكن أن أتحكم في لون الزجاج قبل صناعتة ولكن الزجاج الأبيض المزخرف يتم زخرفته في الورش قبل بيعه .

الإضطراب السياسي يؤثر على صناعة و بيع الزجاج .

ولكن مؤخراً بعد إضطراب الأحوال العامة بمصر و حدوث الثورة و الخلل الذى أصاب السياحة في مصر أدت هذة العوامل إلى ضعف الإقبال السياحي و حدوث عجز في عملية البيع و الشراء في البازارات السياحية و منها صناعة و بيع الزجاج , مما أدى إلى ضعف الصناعة و التوجه إلى الإستيراد المباشر و أثر ذلك على ضعف الأيدى العاملة فى هذه الصناعة و أصبحت شبه مندثره وتم إستقطاب ما تبقى من العمالة إلى الخارج و أصبح من الصعب إغراء العاملين للعمل في هذه المهنة داخل مصر لما بها من صعوبات في الصناعة و تتمثل فى الوقوف طويلاً في درجة حرارة مرتفعة و كانت القشه التي قسمت ظهر البعير هو إرتفاع سعر الدولار وأصبح من الصعب العمل في تلك الظروف وإرتفاع أُجره الأيدى العامله وفكر البعض أن هذة المهنة بلا جدوى حقيقة ولا تساعد في الظروف الحياتيه .

و يعتبر إكسير الحياة لهذه الصناعة الإهتمام بالسياحة و العمل علي إحيائها من جديد لأن الكثير من الصناعات اليدوية التي ينبهر بها السياح تعتمد في المقام الأول على السياحة والعملة الصعبة , و يناشد رواد هذه الصناعات اليدوية الدولة العمل على تنشيط السياحة وتطوير آليات هذه الصناعات لأنها مصدر دخل رئيسي لهم ويعتبرونها مهنة أجدادهم و آبائهم ومن الصعب عليهم أن يتركوها ويتنقلوا إلى مجال آخر لكسب لقمه العيش .

وفي نهاية المطاف يتمثل دورنا كامواطنين مناشده المسئولين في جميع الهيئات المتربطة و القائمة على إحياء الصناعات اليدوية ورجوع الروح إلى هذا الجسد الفاني وهذا أكبر عمل وطني نقوم به إتجاه الوطن , ونخاطب ضمير كل مسئول رفقاً بأصحاب الصناعات اليدوية فهم جزء من مجتمعنا المصري و تهميشهم يعد تهميشاً لعضو عامل و أساسي في المجتمع و يترتب عليه حدوث خلل في الجو العام و المنظومة التي من المفترض أن تكون متزنه , و التي سوف تتزن بإتزان كل محاورها و أضلاعها و غياب جزء منها أمام ناظرنا يُعد تقصيراً و يجب معالجته , فأهموا بالتعديل و الإصلاح .


Comments


ليه بره الكادر؟

عشان فيه ناس كتير مهمشين, ملهمش صوت و واقفين بره الكادر, إحنا بنحاول ندخلهم في الصورة معانا.. عشان صورة الوطن تكمل

  : تواصل معنا علي
!..شاركنا بأفكارك

 

Email: baraelkaddr@gmail.com

​​​

bottom of page